كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي (اسم الجزء: 1)

المسلمون إلى الماء فنزلوا عليه شطر الليل، فاقتحم القوم القليب فماحوها حتى كثر ماؤها، وصنعوا حوضاً عظيماً ثم غوروا ما سواه من المياه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه مصارعهم إن شاء الله تعالى بالغداة، وأنزل الله عز وجل: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ} 1.
ويقال: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسان على أحدهما مصعب بن عمير2، وعلى الآخر سعد بن خيثمة3، ومرة الزبير بن العوام، ومرة المقداد بن الأسود4.
__________
1 سورة الأنفال آية (11) .
2 مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب العبدري أحد السابقين إلى الإسلام يكنى أبا عبد الله، شهد بدراً وأحداً ومعه اللواء، فاستشهد، الإصابة 3/ 421.
3 سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب الأنصاري الأوسي أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدراً واستشهد بها، الإصابة 2/25.
4 أخرج الحاكم في المستدرك 3/ 20 و361، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "ما كان معنا إلا فرسان، فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود - يعني يوم بدر" ثم قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين" وأقره الذهبي.
والحق أن حميد بن زياد لم يرو له البخاري في صحيحه، وقال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب 181 رقم (1546) : "صدوق يهم"، وقد أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن علي رضي الله عنه ما يخالف هذه حيث قال علي رضي الله عنه: "ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد"، مسند أحمد رقم (1023) بتحقيق الأرناؤوط وزملائه، وأخرجه أبو يعلى رقم (280) وابن خزيمة رقم (899) ، وابن حبان رقم (2257) ، وأبو داود الطيالسي رقم (116) ، وأبو يعلى (3050) من طريق شعبة.

الصفحة 217