كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي (اسم الجزء: 1)
{ولا تكونوا كَالذِينَ خَرجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَرَاً وَرِئَاءَ النَّاسِ} 1 هذه الآية والتي بعدها2، قال رجال من المشركين ممن ادعى الإسلام وخرج بهم المشركون كرهاً لما رأوا قلة مع محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه غرّ هؤلاء دينهم، قال الله تعالى: {وَمَنْ يتوكلْ على اللهِ فَإِنّ الله عزيزٌ حَكِيْمٌ} 3 الآية كلها.
وأقبل المشركون حتى نزلوا وتَعَبَّوْا للقتال والشيطان معهم لا يفارقهم، فسعى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة، فقال: هل لك أن تكون سيد قريش ما عشت؟
قال عتبة: فأفعل ماذا؟
قال: تجير بين الناس وتحمل دية ابن الحضرمي4 وبما أصاب محمد من تلك العير، فإنهم لا يطلبون من محمد غير هذه العير ودم هذا الرجل5.
__________
1 سورة الأنفال آية (47) .
2 وهي قوله تعالى: {وإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعمالَهُمْ وَقَالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليوْمَ مِنَ النَّاسِ وإني جَارٌ لَكُمْ فلمّا تَراءَتِ الفِئتانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْه وقال إِني بَرِيءٌ مِّنْكم إني أرَى ما لا تَرَوْنَ إِنِّيْ أَخَافُ اللهَ واللهُ شديدُ العِقاب} .
3 سورة الأنفال آية (49) .
4 يعني: عمرو بن الحضرمي الذي قتل في سرية نخلة.
5 هذا يدل على أن قريشاً لم تخرج لإنقاذ عيرها فقط، بل لأخذ ثأر ابن الحضرمي أيضاً.
وقد ذكر ابن حجر: أن غزوة بدر كانت بسبب قتل المسلمين ابن الحضرمي، الإصابة 2/ 498.