كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي (اسم الجزء: 1)
أول قتيل1 قتل. ثم أقبل الأسود بن عبد الأسد المخزومي يحلف بآلهته ليشرَبَنّ من الحوض الذي صنع محمد وليهدمنّه، فشدّ فلما دنا من الحوض لقيه حمزة بن عبد المطلب، فضرب رجله فقطعها، فأقبل يحبو حتى وقع في جوف الحوض فهدم منه، واتبعه حمزة حتى قتله.
فلما قُتل الأسود بن عبد الأسد نزل عتبة بن ربيعة عن جمله حميّة لِما قال له أبو جهل، ثم نادى: هل من مبارز؛ فوالله ليعلمن أبو جهل أينا أجبن وألأم، ولحق أخوه شيبة، والوليد ابنه، فناديا يسألان المبارزة فقام إليهم ثلاثة من الأنصار فاستحيى النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك لأنه كان أول قتال التقى فيه المسلمون والمشركون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد معهم، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون الشوكة لبني عمه، فناداهم النبي صلى الله عليه وسلم: أن ارجعوا إلى مصافكم، وليقم إليهم بنو عمهم2، فقام حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن
__________
1 ورد عند البيهقي في الدلائل 3/127، من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة أن أول قتيل من المسلمين، هو: مهجع مولى عمر بن الخطاب، وورد أيضاً عند البيهقي 3/123-124، من طريق عُقيل عن الزهري أن أول قتيل هو مهجع، وفي سنده أبو صالح كاتب الليث، وهو صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة، انظر: التقريب لابن حجر 307 رقم (3388) .
ويمكن الجمع بين القولين: بأن أول من استُشهد من المهاجرين: مهجع مولى عمر، وأول من استشهد من الأنصار: عمير بن الحُمام. والله أعلم.
2 انظر قصة المبارزة في: ابن هشام 1/ 625، ومغازي الواقدي 1/ 68، ومغازي الأموي كما عند ابن كثير في السيرة 2/ 413، ومصنف ابن أبي شيبة 14/ 364، ومسند أحمد 2/ 259 رقم [948] أرناؤوط، وسنن أبي داود رقم (2665) ، والطبري في التاريخ 2/ 424، والبيهقي في الدلائل 3/ 63 و71، ومستدرك الحاكم 3/ 194.
وقد ذكر البخاري قصة المبارزة ولكن باختصار، انظر أرقام الأحاديث عنده (3965، 3966، 3967، 3968، 3969، 4744) ، ومسلم بشرح النووي باختصار أيضاً 18/ 166- 167.