كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي (اسم الجزء: 1)

الأنصاري بين ثدييه وأجهز عليه1، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على القتلى فالتمس أبا جهل فلم يجده، حتى عرف ذلك في وجه رسول الله فقال: "اللهم لا يعجزني فرعون هذه الأمة".
فسعى له الرجال حتى وجده عبد الله بن مسعود مصروعاً بينه وبين المعركة غير كبير مقنعاً في الحديد واضعاً سيفه على فخذيه ليس به جرح ولا يستطيع أن يحرك منه عضواً وهو منكب ينظر إلى الأرض، فلما رآه عبد الله بن مسعود أطاف حوله ليقتله وهو خائف أن يثور إليه وأبو جهل مقنع في الحديد، فلما دنا منه وأبصره لا يتحرك ظن عبد الله أن أبا جهل مثبت جراحاً فأراد أن يضربه بسيفه فخشي أن لا يغني سيفه شيئاً فأتاه من ورائه فتناول قائم سيفه، فاستله وهو منكب لا يتحرك، فرفع عبد الله سابغة البيضة عن قفاه فضربه، فوقع رأسه بين يديه ثم سلبه، فلما نظر إليه إذا هو ليس به جراح وأبصر في عنقه جدراً وفي يديه وفي كتفيه كهيئة السياط2.
__________
1 قال ابن إسحاق: "وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البختري لأنه كان أكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة وكان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه، وكان ممن قام بنقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم". ابن هشام1/ 629.
2 ورد في صحيح مسلم 12/ 61- 63 بشرح النووي: أن مقتل أبي جهل كان على يد غلامين من الأنصار هما: معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن العفراء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى سلبه إلى معاذ بن عمرو بن الجموح، وأخرج البخاري في صحيحه رقم (3962) عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من ينظر ما صنع أبو جهل؟ ".
فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه أبناء عفراء حتى برد، قال: أأنت أبو جهل؟
قال: فأخذ بلحيته قال: وهل فوق رجل قتلتموه؟ أو رجل قتله قومه؟ "
انظر أيضاً: رقم (3961) ، و (3963) من البخاري، وانظر أيضاً: قصة أبي جهل عند أحمد في المسند 6/ 374 رقم [3824] أرناؤوط، وابن أبي شيبة في المصنف 14/ 372- 373، وأبي داود رقم (2709) وعند ابن هشام 1/ 634، وتاريخ الطبري2/ 454 - 456، ودلائل البيهقي 3/ 85- 86، ومغازي الواقدي 1/ 89- 90.

الصفحة 229