كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي (اسم الجزء: 1)

المبحث الثامن: في مجيء وفد قريش بفداء أسراهم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان المطعم حياً.
18- قال عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير1، عن أبيه2 رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدرٍ: "لو كان المطعم بن عدي حياً فكلمني في هؤلاء النتنى3 لتركتهم"4.
__________
1 محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل النوفلي، ثقة عارف بالنسب، من الثالثة، مات على رأس المائة، ع. التقريب 471.
2 جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي ... كان من أكابر قريش وعلماء النسب وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بدر فسمعه يقرأ الطور ... وأسلم بين الحديبية والفتح، مات سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين، الإصابة 1/ 225- 226.
3 النتن: الرائحة الكريهة، اللسان (نتن) ، وقال ابن الأثير: سماهم نتنى لكفرهم. النهاية (5/14) .
4 أخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم (9400) ، والحميدي في المسند 1/ 254 رقم (558) ، وأحمد في المسند 27/ 292 رقم [16733] أرناؤوط، والبخاري (مع الفتح 6/ 243 رقم (3139) ، و7/ 323 رقم (4024) ، وأبو داود رقم (2689) ، وابن الجارود في المنتقى رقم (1091) ، والطبراني في الكبير رقم (1504) ورقم (1506) ورقم (1508) والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/734، وأبو يعلى في المسند رقم (7416) ، وأبو عبيد في الأموال رقم (302) ، والبغوي في شرح السنة 11/ 82- 83، رقم (2713) ، وأبو نعيم في الدلائل رقم (188) ، والبيهقي في الدلائل 1/359) ، والسنن الكبرى 2/ 194 و9/ 67.
قال الحافظ ابن حجر: "المراد بالنتنى، أسارى بدر من المشركين، وقوله: ليتركنهم له، أي بغير فداء".
ثم قال: "وبين ابن شاهين من وجه آخر السبب في ذلك وأن المراد باليد المذكورة ما وقع منه حين رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف ودخل في جوار المطعم بن عدي، وقد ذكر ابن إسحاق القصة في ذلك مبسوطة، وكذلك أوردها الفاكهي بإسناد حسن مرسل وفيه: (أن المطعم أمر أربعة من أولاده فلبسوا السلاح، وقام كل واحد منهم عند ركن من الكعبة، فبلغ ذلك قريشاً فقالوا له: أنت الرجل الذي لا تخفر ذمتك) . وقيل: المراد باليد المذكورة: أنه كان من أشد من قام في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم ومن معهم من المسلمين حين حصروهم في الشعب". فتح الباري7/ 324.

الصفحة 252