كتاب مرويات الإمام الزهري في المغازي (اسم الجزء: 1)

قتل أباها يوم بدر، وأقبل المسلمون على قتلاهم يدفنونهم فدفن حمزة في نمرة1 كانت عليه إذا رفعت إلى رأسه بدت قدماه، وإذا أنزلت إلى رجله بدا وجهه، فجعلوا أعواداً من شجرٍ وحجارةٍ فوضعوا على قدميه وغطوا وجهه2.
قال موسى: قال ابن شهاب: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لدفن الشهداء قال: "زملوهم3 بجراحهم فإنه ليس كَلْم4 يكلم في الله إلا وهو يأتي يوم القيامة يَدْمَى لونه لون الدم، وريحه ريح المسك" 5، ثم قال
__________
1 النمرة: شملة فيها خطوط بيض وسود. لسان العرب 721، والنهاية 5/ 118.
2 يشهد لذلك ما أخرجه الترمذي من حديث الزهري عن أنس، سنن الترمذي رقم (1016) ، وقال الترمذي: حديث أنس حديث غريب، وقد حكم عليه الألباني بالصحة، انظر: صحيح سنن الترمذي 1/ 297 - 298، تحت رقم (1027) .
والطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 14 - 15، وسنن الدارقطني 4/ 116 رقم (43) ، ومصنف ابن أبي شيبة 7/ 367، ومستدرك الحاكم 1/ 365، 2/ 120، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 10.
3 زملوهم: لفوهم فيها، يقال: تزمل بثوبه إذا التف به. النهاية 2/ 313.
4 هو جمع: كليم: وهو الجريح، وأصل الكلم: الجرح. النهاية 4/ 199.
5 أخرجه أحمد في المسند 39/ 63 رقم [23658] الأرناؤوط من طريق معمر عن الزهري، وسنن سعيد بن منصور رقم (2583) ، والنسائي في السنن 4/ 78 رقم (2002) ، و6/ 29 رقم (3148) ، وكتاب الجهاد لابن أبي عاصم، رقم (176) ، والآحاد والمثاني له 5/ 68 رقم (2608) ، والطحاوي في مشكل الآثار 1/ 99ـ100، ومسند ابن الجعد رقم (1638) ، والبخاري من حديث مالك عن أبي الزناد ومسلم من حديث سفيان ولفظه: "لا يُكْلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يُكْلَم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعُب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك" البخاري رقم (2803) ومسلم رقم (105) ، (1876) باب فضل الجهاد 3/ 1496، عبد الباقي.

الصفحة 352