كتاب إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان - ت الحفيان

المطلَّقة (¬١)
قصيدة من البحر الوافر لأديب العراق معروف أفندي الرُّصَافي في الانتصار لمذهب المؤلِّف وشيخه، عليهما الرحمةُ والرضوان:
بَدَتْ كالشمس يحضُنُها الغُرُوبُ ... فتاةٌ راعَ نَضرتَهَا الشُّحوبُ
منزَّهةٌ عن الفحشاء خَوْدٌ (¬٢) ... من الخَفِراتِ (¬٣) آنِسَةٌ عَروبُ (¬٤)
نَوَارٌ (¬٥) تَستَجِدُّ بها المَعَالي ... وتَبلى دُونَ عِفَّتِها العُيوبُ
صفا ماءُ الشَّبابِ بوَجْنَتَيْهَا ... فحامَتْ حولَ رَوْنقهِ القُلوبُ
ولكنَّ الشَّوائِبَ أدركتْهُ ... فعادَ وصَفْوُهُ كَدِرٌ مَشوبُ
ذوى منها الجمالُ الغَضُّ وَجْداً ... وكادَ يَجِفُّ ناعِمُهُ الرَّطيبُ
أصابَتْ مِنْ شَبيبَتِها الليالي ... ولم يُدرِكْ ذُؤابَتَها المَشيبُ
وقد خَلَبَ العُقُولَ لها جبينٌ ... تَلوحُ على أَسِرَّتِهِ (¬٦) النُّكوبُ
_________
(¬١) ديوان الرُّصَافي (٢/ ١٣٧) شرح: مصطفى علي، ومنه استفدتُّ الشرحَ مع التصرُّف.
(¬٢) الخَوْد: الشابَّة الحسنةُ الخَلْق.
(¬٣) الخَفِرات: جمع «خَفِرة»، وهي المرأة التي اشتدَّ حياؤها.
(¬٤) العَرُوب: المرأة المتحبِّبة إلى زوجها.
(¬٥) النَّوَار: المرأة النفور من الرِّيبة، وهو اسم لامرأة كانت زوجاً للشاعر الفرزدق، فطلَّقها فندم على طلاقه إيَّاها، وفي البيت إشارةٌ إلى ذلك.
(¬٦) الأسِرَّة: خطوط الجبهة.

الصفحة 109