كتاب إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان - ت الحفيان

ومالكَ قد جَفَوتَ جَفاءَ قَالٍ (¬١) ... وصِرتَ إذا دَعوتُكَ لا تُجيبُ؟ !
أبِنْ ذنبي إليَّ فَدَتْكَ نفسي ... فإنِّي عنهُ بعدَئِذٍ أتوبُ!

أ
أَمَا عاهَدتَّني بالله ألَّا ... يُفرِّقَ بيننا إلا شَعُوبُ؟ ! (¬٢)
لَئِنْ فارَقْتَني وصَدَدتَّ عنِّي ... فقَلبي لا يُفارِقُهُ الوَجيبُ (¬٣)
وما أَدْماءُ (¬٤) تَرتَعُ حَوْلَ رَوضٍ ... ويَرتَعُ خَلفَها رَشَأٌ رَبيبُ
فما لَفَتَتْ إليهِ الجِيدَ حَتَّى ... تَخَطَّفَهُ بآزِمَتَيْهِ (¬٥) ذِيبُ
فرَاحَتْ مِن تَحرُّقها عليهِ ... بِدَاءٍ ما لَهَا فيهِ طَبيبُ
تَشَمُّ الأرضَ تطلُبُ منه رِيحاً ... وتَنْحَبُ والبُغَامُ (¬٦) هوَ النَّحيبُ
وتَمْزَعُ (¬٧) في الفَلاةِ لغيرِ وَجهٍ ... وآوِنَةً لِمَصْرَعِهِ تَؤوبُ:
بأجْزَعَ (¬٨) مِنْ فؤادي يومَ قالوا ... بِرُغْمٍ مِنكِ فارَقكِ الحبيبُ
* * *
_________
(¬١) القالي: المُبغِض.
(¬٢) شَعُوب: الموت.
(¬٣) الوَجيب: الاضطراب والخفقان.
(¬٤) الأدماء: الظَّبية التي أُشرِبَ لونُها بياضا، أو البيضاءُ البطنِ السَّمراءُ الظَّهرِ.
(¬٥) آزِمته: نابيه.
(¬٦) البُغام: صياح الظَّبية إلى ولدها بأرخمِ وألينِ ما يكونُ من صَوتها.
(¬٧) تمزَعُ: تعدو عدواً سريعاً.
(¬٨) قوله: «بأجزع» خبر «ما» في قوله: «وما أدماء».

الصفحة 111