كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)
الله عنهما لأبيه بعد هجرتهما: يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت، وهم يقاتلونك؟
فقال: أي بني، العاص بن وائل السهمي1.
غير أن تذكير ذلك الشيخ قريشاً بمنزلة عمر وقبيلته وحثه قريشاً على ترك عمر وشأنه لم يمنع قريشاً من ملاحقة عمر رضي الله عنه فيما بعد، وخوف عمر رضي الله عنه على نفسه منهم، قال ابن عمر رضي الله عنه: بينما عمر رضي الله عنه في الدار خائفاً، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير، وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية2، فقال: ما بالك؟ قال: زعم قومك
____________________
1 رواه ابن إسحاق/ السيرة النبوية لابن هشام 1/428ـ430، البلاذري/ أنساب الأشراف ص42،43، البزار/ المسند 1/260،261، الطبراني/ المعجم الكبير 1/72، مجمع البحرين 6/241،242، الحاكم/ المستدرك 3/85، أبو نعيم/ حلية الأولياء1/41، البيهقي/ السنن الكبرى 6/205، ابن عساكر/ تاريخ دمشق ص37، 38 ابن الأثير/ أسد الغابة 1/260،261 المقدسي/ المختاره 1/331، صحيح من رواية ابن إسحاق. قال: حدّثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر ... الأثر.
2 وذلك لأن أبناء عبد مناف بن قصيّ، وعبد الدار بن قصيّ اختلفوا فيمن يلي أمور السقاية والرفادة والحجابة واللواء والندوة، وذلك بعد وفاة عبد مناف وعبد الدار، فانقسمت قريش قسمين: قسم مع بني عبد مناف وهم: بنو أسد وزهرة وتميم والحارث فكانوا حلفاً، وكان بنو مخزوم وسهم وجمع وعدي مع بني عبد الدار حلفاً آخر. ابن هشام/ السيرة النبويّة 1/180.