كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)

ومما ثبت تمثله به من الشعر ما تقدم ذكره من أنه رضي الله عنه مرّ بشعب ضجنان وذكر ما كان عليه في طفولته من الشيء وما هو عليه من النعمة والرخاء والخلافة فتمثل بهذا البيت:
لا شيء من الدنيا تبقى بشاشته
يبقى الإله ويفنى المال والولد1.
ومما روي تمثله به قوله:
هون عليك فإن الأمور
بكف الإله مقاديرها
فليس بآتيك مَنْهِيُّها
ولا حاضر عنك مأمورها2.
وكان عمر رضي الله عنه مع حبّه للشعر وتمثله به في مناسبات عديدة فإنه أثر عنه أنه كان ناقداً للشعر وعالماً بمعانيه.
فال الجاحظ: قال العائشي: كان عمر بن الخطاب أعلم الناس بالشعر3.
وقال ابن رشيق: كان عمر من أنقد أهل زمانه للشعر وأنفذهم فيه معرفة4.
____________________
1 تقدم تخريجه والكلام عليه في ص: (118) .
2 أورده ابن رشيق/ العمدة ص: 33. وقال: يروى للأعور الشَّنِّيِّ.
3 البيان والتبيان 1/202.
4 العمدة ص: 33.

الصفحة 195