كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)

أهل الصناعة1.
3- ما روي من نقد عمر رضي الله عنه لشعر الحطيئة وتكذيبه فيه.
روي الأصفهاني أن النبيّ صلى الله عليه وسلم سبق على فرس له فجثا2 على ركبته وقال: إنه لبحر3.
فقال عمر رضي الله عنه: كذب الحطيئة يقول:
وإن جياد الخيل لا تستفزنا4
ولا جاعلات
____________________
1 عبقرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه ص: 194، 195. وانظر: محمّد أحمد أبو النصر/ عمر بن الخطاب ص: 222.
2 جَثَا يَجْثو، وَيَجْثِي جَثُوت وجثياً جلس على ركبته للخصومة ونحوها. ابن منظور/ لسان العرب 2/180.
3 بَحْر: يسمى الفرس الواسع الجري بحراً. قال الأصمعي: يقال فرس بحر وفيض وسكب وحَثٌّ إذا كان جواداً كثير العدو. ابن منظور/ لسان العرب 1/324.
وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: كان فزع بالمدينة فاستعار النبيّ صلى الله عليه وسلم فرساً من أبي طلحة يقال هل: المندوب، فلما رجع قال: ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحراً. فتح الباري 5/241.
4 لا تَسْتَفزنا: استفزه: استخفه، ورجل فزٌّ، أي: خفيف. ابن منظور/ لسان العرب 10/257. ولعل المراد في البيت أي: تستخفنا بأن نهواها ونعجب بها، وتأخذ بعقولنا وفي ذلك نوع من الاستخفاف.

الصفحة 204