كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)

قال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفإن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} 1.
قال عمر رضي الله عنه: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعُقِرت2 حتى ما تقلني رجلاي3، وأهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات4.
فلعظم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عند عمر رضي الله عنه أصابه ما أصابه من السقوط إلى الأرض عندما علم بوفاته صلى الله عليه وسلم مع ما عرف عنه من القوة والجلادة وشدة البأس رضي الله عنه وأرضاه5.
ومن محبة عمر رضي الله عنه للنبي محبته لما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، قال عمر رضي الله عنه للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: فوالله
____________________
1 سورة آل عمران الآية (144) .
2 عُقِرت: أي هلكت وفي رواية بفتح العين، أي دهشت وتحيرت، ويقال: سقطت. ابن حجر/ فتح الباري 8/146.
3 ما تقلني رجلاي: أي ما تحملني. المصدر السابق.
4 رواه البخاري / الصحيح 1/216، 2/290، 291، 3/94، 95. ابن هشام / السيرة النبوية 4/406، 407، أحمد / المسند 3/196.
5 انظر: فتح الباري 3/113، 7/19، 8/145.

الصفحة 470