كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)

فلما صلى على الجنازة، ودنا من جدار ليجلس أتيته، فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ، فقلت له: ألا تقضيني يا محمد حقي، فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم، ونظرت إلى عمر وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره، فقال: يا عدو الله، أتقول لرسول الله ما أسمع، وتصنع به ما أرى؟! فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة، وتبسم، ثم قال: "يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التباعة ... " الحديث1.
____________________
1 رواه ابن أبي عاصم / الآحاد والمثاني 4/110، 111، ابن حبان / الصحيح 1/253،254، الطبراني / المعجم الكبير 25/202، 203، الحاكم / المستدرك 3/604، 605، أبو نعيم / معرفة الصحابة 1/ق 259/أ، البيهقي / السنن الكبرى 6/52، ومداره على حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، وثقه ابن حبان، وقال ابن حجر: مقبول. تق 181.
وبقية رجاله عن ابن أبي عاصم ثقات سوى محمد بن حمزة بن يوسف فهو صدوق، وقد روى المزي هذا الأثر في تهذيب الكمال، وقال: هذا حديث حسن مشهور 7/346، 347.
والمراد بالتباعة في الحديث: المطالبة بالحقّ والظلامة ونحوها. ابن منظور/ لسان العرب2/15.

الصفحة 474