كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)

وشارك رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره لفتح مكة1، ومن مواقفه في هذه الغزوة الدالة على شدته على الكفار وأعداء الدين موقفه من أبي سفيان رضي الله عنه، فقد خرج النبي بعشرة آلاف من المسلمين حتى نزل بمر الظهران2، وأوقد الجيش النيران، وقد عمت الأخبار على قريش ولا يدرون ما هو فاعله، فخرج أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام3، وبديل بن ورقاء الخزاعي4، يتحسسون الأخبار، فرأى العباس ابن عبد المطلب أبا سفيان، فأركبه على دابته، وكان يركب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم
____________________
1 كانت غزوة الفتح في رمضان من السنة الثامنة للهجرة. ابن هشام / السيرة النبوية 4/45.
2 مَرّ الظّهران: وادٍ فحل من أودية الحجاز، يأخذ مياه النخلتين، فيمر بشمال مكة على 22كم، ويصب في البحر جنوب جدة بقرابة 20 كم، وفيه عشرات العيون بل مئاتها، وكذلك القرى ومنها حداء وبحرة والجموم وغيرها، البلادي / معجم المعالم الجغرافية ص 288.
3 حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد ابن أخي خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها أسلم عام الفتح، وصحب وله أربع وسبعون سنة. تق 176.
4 بديل بن ورقاء بن عبد العزى الخزاعي أسلم هو وابنه عبد الله يوم الفتح بمر الظهران، وقيل إنه أسلم قبل الفتح. ابن عبد البر / الاستيعاب 1/235.

الصفحة 498