كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)

وشارك رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في غزوة حنين1، وكان له موقف كريم في هذه الغزوة التي أعجبت المسلمين فيها كثرتهم فكادت أن تحل بهم الهزيمة، لولا لطف الله عز وجل بهم ورحمته كما قال سبحانه: {لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} 2.
فكان رضي الله عنه ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم ونافح عنه في هذا الموقف العصيب3، وذلك دليل على قوة إيمانه وصدق يقينه وشجاعته.
____________________
1 تقدم التعريف بمكانها في ص: 410.
وكانت غزوة حنين سنة ثمان من الهجرة بعد فتح مكة. ابن هشام / السيرة 4/114.
2 سورة التوبة الآية (25) .
3 رواه ابن إسحاق / السيرة النبوية لابن هشام 4/121، 122، أحمد / المسند 3/376، 377، الفاكهي / أخبار مكة 5/93،94، ابن أبي الدنيا / مكارم الأخلاق ص 126،127، والأثر صحيح من طريق ابن إسحاق. قال: حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله، قال: لما استقبلنا وادي حنين ... الأثر.

الصفحة 501