كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)

جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسول إلى نفسي عند الموت شيئاً لا أجده الآن، فقال قائل من الأنصار1: أنا جذيلها المحكك2، وعذيقها المرجب3، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، فكثر اللغط وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار، ونزونا4 على سعد بن عبادة، فقال قائل
____________________
1 هو الحباب بن المنذر. ابن حجر / فتح الباري 12/152، 153.
2 جُذَيْلها المُحَكّك: تصغير جذل وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به، أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود. ابن الأثير / النهاية في غريب الحديث 1/251.
3 الرُّجْبةَ: هو أن تُعْمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خشي عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع، والعُذيق: تصغير عذق، وهي النخلة، وقيل أراد بالترجيب التعظيم. المصدر السابق 2/197.
4 نزونا: أي وثبنا. ابن حجر / فتح الباري 12/153.

الصفحة 516