كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 2)
أما تلك الأحاديث فهي:
1- ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما من أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف1 السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون2 منها، فالمستكثر والمستقل، وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانطلق به ثم وصل، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعبر"، قال: أما الظلة فالإسلام، وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن وحلاوته تنطف فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك، فيعلو به ثم يأخذه رجل آخر فيعلو به ثم يأخذه رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً"، قال: فوالله لتحدثني بالذي أخطأت قال: لا تحلف3.
____________________
1 تَنْطف: أي تقطر. ابن منظور / لسان العرب 14/188. أي: أنه رأى شيئاً يظله مثل السحابة يقطر منها السمن والعسل. المصدر السّابق 8/261.
2 يتكففون: تكفف الشيء طلبه بكفه. المصدر السابق 12/125.
3 رواه البخاري / الصحيح 4/219، أحمد / المسند 1/236، أبو داود / السنن 4/208 وغيرهم.
الصفحة 548
1430