كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 2)
وقالت أم أيمن1 رضي الله عنها لما مات عمر رضي الله عنه: اليوم وهى الإسلام2.
المسألة الثالثة: استخلافه رضي الله عنه.
انتقلت الخلافة إلى عمر رضي الله عنه عن طريق الاستخلاف، فقد استخلف أبو بكر رضي الله عنه عمر قبل وفاته، قال عمر رضي الله عنه: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم3.
ولما علم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم باستخلاف أبي بكر لعمر رضي الله عنهما دخل عليه رجل من المهاجرين وهو يشتكي، فقال له: استخلفت علينا عمر وقد عتا علينا ولا سلطان له؟! فكيف لو ملكنا كان أعتا وأعتا، فكيف تقول لله إذا لقيته؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: أجلسوني فأجلسوه فقال: أبالله تفرقوني؟! أقول إذا لقيته: استخفلت عليهم خير أهلك4.
____________________
1 تقدمت ترجمتها في ص: 447.
2 صحيح. تقدم تخريجه في ص: 447.
3 صحيح. تقدم الكلام عليه في ص: 547
4 رواه ابن سعد / الطبقات 3/199، 200، إسحاق بن راهويه / المسند / المطالب العالية لابن حجر ق 504/أ، الفاكهي / أخبار مكة 3/73، ابن شبة / تاريخ المدينة 2/231-233، البلاذري / أنساب الأشراف ص 72، 73، 147، 163،164، الطبري / التاريخ 2/355، المروزي / تعظيم قدر الصلاة 2/842، أبو نعيم / معرفة الصحابة 1/82، 183،184، الإمامة ص 276، البيهقي / السنن الكبرى 8/149، صحيح من طريق إسحاق بن راهويه. قال: أنا عبد الرّزّاق أنا معمر عن الزهري عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: دخل رجل من المهاجرين ... الأثر.
وجاء في رواية الطبري أن الذي دخل على أبي بكر هو طلحة بن عبيد الله، وفي إسنادها محمد بن حميد، الرازي ضعيف. تق 475، وفيه سلمة بن الفضل الأبرش صدوق كثير الخطأ. تق 248، وفيه محمد بن إسحاق مدلس، من الثالثة، ولم يصرح بالسماع فالرواية ضعيفة.