كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 2)
الصحيفة، فوالله ما آلوتكم1، قال قيس بن أبي حازم2 رحمه لله وهو راوي الخبر: فرأيت عمر بعد ذلك على المنبر3.
وروي أن أبا بكر رضي الله عنه أوصى عمر رضي الله عنه حين عهد إليه بالخلافة فقال: إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه، فاتق الله يا عمر بطاعته وأطعه بتقواه، فإن المتقي آمن محفوظ، ثم إن الأمر معروض، لا يستوجبه إلا من عمل به، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل، وأمر بالمعروف وعمل المنكر يوشك أن تنقطع أمنيته، وأن يحبط عمله، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تجف يدك من دمائهم، وأن تضمر بطنك من أموالهم، وأن يجف لسانك عن أعراضهم فافعل، ولا قوة إلا بالله4.
____________________
1 آلَوْتُكم: أي قصرت في أمركم. ابن الأثير / النهاية في غريب الحديث1/63.
2 قيس بن أبي حازم البجلي أبو عبد الله، ثقة، من الثالثة، مخضرم، ويقال له رؤية. تق 456.
3 رواه الطبري / التاريخ 2/353، الخلال / السنة ص 277، ابن عساكر / تاريخ دمشق ص 219، صحيح من طريق الخلال. قال: أخبرنا محمّد أنا وكيع عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم: قال: رأيت عمر بن الخطاب ... الأثر.
4 رواه الطبراني / المعجم الكبير 1/59، 60، وفي إسناده شيخ الطبراني عمرو ابن أبي الطاهر لم أجد له ترجمة، وفيه الأغر أبو مالك راوي الخبر عن أبي بكر رضي الله عنه لم أجد له ترجمة، وقال الهيثمي: والأغر لم يدرك أبا بكر. مجمع الزوائد 5/201، وبقية رجال السند ثقات، فالأثر ضعيف.