كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 2)
عمر رضي الله عنه ذات يوم وهو يضرب وحشي قدمه1 بالدرة، تنفس تنفسة ظننت أنها قد فضت أضلاعه فقلت: سبحان الله، وما أخرج هذا منك يا أمير المؤمنين إلا أمر عظيم، قال: ويحك يا ابن عباس، والله ما أدري كيف أصنع بأمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
قلت: والله إنك بحمد لله لقادر على أن تصنع ذاك منها في البقية، قال: إنه والله يا ابن عباس ما يصح هذا الأمر إلا القوي في غير عنف، اللين في غير ضعف، الجواد في غير سرف، الممسك في غير بخل، يقول ابن عباس: والله ما أعرف غير عمر2.
وروي أن مالك الدار3 قال: غدوت على عمر رضي الله عنه يوماً، فقال لي: يا مالك، كيف أصبح الناس؟ قلت: أصبح الناس بخير، قال: هل سمعت من شيء؟
فقلت: ما سمعت إلا خيراً، قال: ثم غدوت عليه اليوم الثاني فسألني، فأخبرته، واليوم الثالث سألني وأبرمني، فقلت: وما تخشى من
____________________
1 وحشي القدم، مالم يقبل عليك منها. الفيومي / المصباح المنير ص 249.
2 رواه ابن شبه / تاريخ المدينة 3/96، ورجاله ثقات سوى محمد بن إسحاق فهو صدوق مدلس من الثالثة، ولم يصرح بالسماع فالأثر ضعيف.
3 مالك بن عياض مولى عمر له إدراك، وسمع من أبي بكر الصديق روى عن الشيخين وكان خازناً لعمر رضي الله عنه. ابن حجر / الإصابة 3/484، 485.