كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 2)
وأعفو عن مسيئهم، وأما الرابعة فالعرب، فإنهم أصل الإسلام، ومنبت العز أثبتهم على منازلهم وآخذ من أموالهم صدقة أطهرهم وأزكيهم، لا آخذ في ذلك ديناراً ولا درهما، إلا الشاة والبعير، ثم أرده على فقرائهم، وأما الخامسة فأهل الذمة، أوفي لهم بعهدهم، وأقاتل عدوهم من ورائهم، ولا أكلفهم إلا دون طاقتهم، فإذا فعلت ذلك كنت عند الله مصدقاً، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم1.
وكان عمر رضي الله عنه إضافة إلى اهتمامه بجميع طبقات رعيته يقرب أهل الفضل والسابقة في الإسلام وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
حضر إلى بابه رضي الله عنه عدد من زعماء قريش في الجاهلية فيهم أبو سفيان، وسهيل بن عمرو2، والحارث بن هشام3، وحضره عدد من الموالي فيهم صهيب الرومي وبلال، فأذن عمر رضي الله عنه لصهيب وبلال ومن معهما، فغضب من كان واقفاً من أشراف قريش،
____________________
1 رواه ابن شبة / تاريخ المدينة 2/240، وفي إسناده أحمد بن معاوية الباهلي، قال ابن عدي: حدث بأباطيل وكان يسرق الحديث. ميزان الاعتدال 1/157، وبقية رجاله لم أجد لهم تراجم، فالأثر ضعيف جداً.
2 تقدمت ترجمته في ص: 489.
3 تقدمت ترجمته في ص: 119.