كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 2)
وقدم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه على عمر رضي الله عنه وكان من أبيض الناس وأجملهم، فحج مع عمر رضي الله عنه فجعل ينظر إليه، ويعجب له، ثم يضع إصبعه على متنه، ثم يرفعها عن مثل الشراك، فيقول: بخٍ بخٍ، نحن إذاً خير الناس إن جمع لنا خير الدنيا والآخرة، فقال معاوية: يا أمير المؤمنين سأحدثك: إنا بأرض الحمامات والريف، فقال عمر: سأحدثك ما بك، إلطافك نفسك بأطيب الطعام وتصبحك حتى تضرب الشمس متنك، وذوو الحاجات وراء الباب1.
وروي أن عمر رضي الله عنه كان إذا استعمل عاملاً كتب له عهداً وأشهد عليه رهطاً من المهاجرين، والأنصار أن لا يركب برذوناً2، ولا يلبس رقيقاً، ولا يأكل نقياً3.
____________________
1 رواه ابن المبارك/ الزهد ص 202، 203، صحيح. قال: أخبرنا محمّد بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن أسلم مولى عمر، قال: قدم ... الأثر.
2 تقدم التعريف به ص: 304.
3 رواه عبد الرزاق/ المصنف 11/342، 325، ابن أبي شيبة/ المصنف 6/461، الطبري/ التاريخ 2/568،569، البيهقي/ شعب الإيمان/ زغلول 6/24، ابن عساكر/ تاريخ دمشق ص 235، وإسناده عند عبد الرزاق معضل من رواية عاصم بن أبي النجود عن عمر وهو صدوق له أوهام من السادسة، ورواه البيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرزاق، ورواه ابن أبي شيبة والطبري من طريق عاصم أيضاً ولكنه يرويه عندهما عن عمارة بن أبي خزيمة ابن ثابت الأنصاري وهو ثقة من الثالثة، وروايته عن عمر منقطعة، فالأثر ضعيف.