كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 2)

2- شكوى الرعية للوالي.
فحين شكا أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر رضي الله عنه وزعموا أنه لا يحسن أن يصلي بهم، عزله عمر رضي الله عنه مع يقينه بعدم صدق هذه التهمة ولكنه رضي الله عنه فعل ذلك قطعاً للفتنة التي قد تقع بسبب كراهية الرعية للوالي وشق عصا الطاعة عليه1.
قال رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: قد شكوك في كل شيء حتى في الصلاة، فقال سعد: أما أنا فأمد في الأوليين وأحذف في الآخريين، وما آلوا ما اقتديت به من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: ذاك الظن بك، أو ذاك ظني بك2.
وقد بين عمر رضي الله عنه عند وفاته أنه لم يعزل سعداً عن عجز ولا خيانة3.
3- عدم امتثال الوالي لأوامر الخليفة.
قال عمر رضي الله عنه وهو يخطب بالجابية4: إني أعتذر إليكم
____________________
1 انظر: شرح صحيح مسلم للنووي 4/176.
2 رواه البخاري/ الصحيح 1/138، مسلم/ الصحيح/ شرح النووي 4/172، 173، مختصراً.
3 صحيح، تقدم في ص: 635.
4 تقدم التعريف بها في ص 302.
وكان قدوم عمر رضي الله عنه الجابية في السنة الخامسة عشرة أو السادسة عشرة لعقد صلح بيت المقدس. خليفة خياط/ التاريخ ص 134، 135، الطبري/ التاريخ 2/448، 449.

الصفحة 637