كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 2)

والمعروف، ولم يجد أحداً يرد عليه حقّه من غير نزاع وقتال وخروج على الأمير والإمام.
أمّا خبر عمر رضي الله عنه فإن صاحب المظلمة تكفل له عمر رضي الله عنه وهو الإمام برد حقّه وأمره ألا يوافق أميره ولا يقرّه ظلمه له بل يرفع أمره إليه حتى يقتص منه، وحينئذٍ لن يكون هناك خروج ونزاع وقتال، لأن حقّ المظلوم قد ردّ إليه من غير ذلك، والمراد بنفي الإمرة في الأثر عدم طاعة الأمير وإقراره على الظلم، بل يرفع أمره إلى الإمام وهو عمر رضي الله عنه، وليس المراد أن يشق عصا الطاعة ويعلن الخروج والحرب على الأمير.
وقال رضي الله عنه: إني لم أستعمل عليكم عمالي ليضربوا أبشاركم، وليشتموا أعراضكم، ويأخذوا أموالكم، فمن ظلمه عامله بمظلمة فلا أذن له عليَّ، ليرفعها إلي حتى أقصه منه، فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين، أرأيت إن أدب أمير رجلاً من رعيته أتقصه منه؟! فقال عمر: وما لي لا أقصه منه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه1؟!
____________________
1 رواه الفزاري/ السير ص 291، أبو داود الطيالسي/ المسند ص 11، مسدد/ المسند/ إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري 4/47/أ، ابن سعد/ الطبقات 3/280، 281، ابن أبي شيبة/ المصنف 6/ 461، أحمد/المسند 1/41، أبو داود/ السنن 4/183، البلاذري/ أنساب الأشراف ص 168،169، ابن الجارود/ المنتقى ص 214، صحيح من طريق ابن سعد. قال: أخبرنا عارم بن الفضل، قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن الربيع بن زياد الحارثي أنه وفد إلى عمر ... الأثر.
وسعيد بن إياس الجريري اختلط ولكن رواية حماد بن سلمة الراوي عنه هنا كانت قبل اختلاطه، والربيع بن زياد الحارثي الراوي عن عمر رضي الله عنه أثبت ابن عبد البر صحبته وتقدمت ترجمته في ص: 268، فالأثر صحيح كما تقدم.
وفيه عند بقية من رواه أبو فراس يروي عن عمر رضي الله عنه، قال الذهبي: لا يعرف. ميزان الاعتدال 4/561، وقال ابن حجر: مقبول. تق 665.

الصفحة 651