كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه (اسم الجزء: 1)

وبعد توليه الخلافة وظهر به الإسلام وخفقت راياته في أرجاء المعمورة.
وقد اختلف فيمن لقّبه بهذا اللقب فقيل إن الذي لقّبه بذلك هم أهل الكتاب. قال الزهري رحمه الله: وكان المسلمون يؤثرون ذلك من قولهم ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئاً1.
وقيل: إن الذي لقّبه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قال: "إن الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق الله به بين الحقّ والباطل"2.
____________________
1 رواه ابن سعد/ الطبقات 3/270، وابن شبه/ تاريخ المدينة 2/227، البلاذري/ أنساب الأشراف/ الشيخان 152، الطبري/ تاريخ الرسل والملوك 2/562، ابن عساكر/ تاريخ دمشق ص 45، ابن الأثير الجزري/ أسد الغابة 4/57.
قال ابن سعد: "أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان، قال: قال ابن شهاب: بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أوّل من قال لعمر: الفاروق، وكان المسلمون يؤثرون ذلك ... " الخ.
وسند ابن سعد رجاله ثقات صحيح إلى الزهري، ولكنه بلاغاً والبلاغات منقطعة. وراه سائر من رواه من طريق يعقوب بن إبراهيم بن مثلة. فالأثر ضعيف.
2 رواه ابن سعد/ الطبقات 3/270، وابن شبه/ تاريخ المدينة 2/227، الطبري/ تاريخ الرسل والملوك 2/562، أبو نعيم/ دلائل النبوة ص 194، ابن عساكر/ تاريخ دمشق ص 44، ابن الأثير/ أسد الغابة 4/57. ابن حجر/ الإصابة 2/519، وهو عند ابن سعد من طريقين:
الأولى: من طريق أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص وهو ثقة، من السادسة تق 119، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق" فالإسناد معضل.
والثانية: من طريق الواقدي وهو متروك عن أبي ذكوان قال: قلت لعائشة من سمى عمر الفاروق؟ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم. وهو عند بن شبه من طريقي ابن سعد المتقدّمتين، وفيه عند الطبري الواقدي، وفيه عند أبي نعيم إسحاق بن أبي فروة متروك تق: 102.
ورواه ابن عساكر من طريق أيوب بن موسى المتقدّم عند ابن سعد ورواه ابن الأثير من طريق ابن أبي فروة فالأثر ضعيف.

الصفحة 79