كتاب المهروانيات (اسم الجزء: 3)

"لَمْ يروِ هَذَا الْحَدِيثُ كَذَا مَوْصُولًا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إِلاّ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَتَابَعَهُ: مؤَمّل بْنُ إِسماعيل (¬1) .
وَرَوَاهُ غَيْرُهُمَا عن سُفيان/ (ج [55/أ] ) مُرْسلاً، وَلَمْ (¬2) يُذكر ابْنُ عَبَّاسٍ فِي إِسناده، وَهُوَ الصَّوَابُ وَاللَّهُ أعلم" (¬3) .
¬_________
(¬1) تقدّمت ترجمته.. . انظر ص/664.
(¬2) في (ج) : "لم".
(¬3) طرق الحديث عن الثّوريّ لم أقف على شيء منها، وسنده هنا ضعيف؛ لحال أبي القاسم في شيخه أبي الحسن القطّان (انظر ص/5556) ، ومحمّد بن صالح الأشجّ لم أقف على حاله.
وتابع الثّوريّ على وصله أيضا: محمَّد بن مسلم الطّائفيّ ... أخرج حديثه: ابن ماجه في: (السّنن 1/593 رقم الحديث/1847) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير 11/42 ورقمه/11009، والأوسط 4/115 ورقمه/3177) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/134) ، والحاكم في: (المستدرك 2/160) ، وتمّام في: (الفوائد 1/322- 323 وأرقامه/816، 817، 818) ، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 7/78) ، والضّياء المقدسيّ في: (الأحاديث المختارة [62/281- ب] ) كلّهم من طرق عنه عن إبراهيم بن ميسرة به ...
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرّجاه؛ لأنّ سفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة على ابن عبّاس"، وسكت الذّهبيّ عليه.
وقال البوصيريّ في: الزّوائد (2/94) : "إسناده صحيح، ورجاله ثقات"اهـ.
ومحمد بن مسلم متكلم فيه، فوثّقه ابن معين، وقال: "كان إذا حدّث من حفظه يخطئ"، وضعّفه الإمام أحمد (انظر: تهذيب الكمال 26/412 ت/5604) ، وقال الحافظ في: (التّقريب ص/506 ت/6293) : "صدوق يخطئ من حفظه".
وهو مع ذلك قد خولف في الحديث، خالفه جماعة، فرووه عن ابن ميسرة عن طاوس مرسلاً، وهم:
1- ابن جريج ... روى حديثه: عبد الرّزّاق (6/168 ورقمه/13077) ، وابن أبي شيبة (3/271 ورقمه/12) في مصنّفيهما، والبيهقيّ في: (سننه الكبرى 7/78) كلّهم من طرق عنه به ... إلاّ أنّ ابن جريج لم يصرّح بالسّماع من شيخه، وهو مدلّس من الثّالثة.
انظر: طبقات المدلّسين (ص/41) ت/83.
2- معمر بن راشد ... روى حديثه: عبد الرّزّاق في: (مصنّفه 6/151، 168) بسند صحيح عنه.
3- ابن عيينة ... روى حديثه: أبو يعلى في: (مسنده 5/132 ورقمه/2747) عن أبي خيثمة، وسعيد بن منصور في: (سننه 1/139رقم/492 ط: الأعظميّ) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء 4/134) عن بشر بن موسى عن الحميديّ، ثلاثتهم عنه به ...
قال العقيلي وكان قد ذكر قبله الموصول: "هذا أولى".
وروي عن ابن عيينة موصولاً بإسناد آخر عند ابن شاذان في: (المشيخة الصّغرى رقم/60) من طريق حيّان بن بشر عن أحمد بن حرب الطّائيّ عنه عن عمرو بن دينار به ...
وفيه: ابن بشر، ذكره ابن أبي حاتم في: (الجرح والتعديل 3/248 ت/1105) ، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلاً؛ وفي سنده من لم أقف على ترجمة له.
وجاء الحديث موصولاً أيضا من طريق أخرى عن طاوس، فقد رواه ابن منده في: (الأمالي [46/أ] ) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير11/15ورقمه/10895) من طريق إبراهيم بن يزيد عن سليمان الأحول أو عمرو بن دينار عنه به ...
وإبراهيم بن يزيد هو: الخوزيّ بضمّ المعجمة، وبالزّاي متروك الحديث.
انظر: الضّعفاء والمتروكين لابن الجوزيّ (1/60) ت/136، والتّقريب (ص/95) ت/272.
وممّا سبق يتبيّن أنّ سند المهروانيّ ضعيف؛ من أجل حال أبي القاسم القزوينيّ في شيخه، وأنّ محمَّد بن مسلم أخطأ فوصل الحديث، ولا يصحّ وصله من طرقه الأخرى، والصّواب رواية من تقدّم ذكرهم مرسلاً كما قاله العقيليّ، والخطيب هنا والله تعالى أعلم.

الصفحة 1009