كتاب المهروانيات (اسم الجزء: 2)

خَرَجْتُ مَعَ النّبيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ (¬1) ، فأَبطأَ (¬2) بي جملي، وأعيا (¬3) ، فأتى عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ
¬_________
(¬1) اختلف في تحديد هذه الغزاة على قولين:
فقيل غزوة: "ذات الرّقاع" ...
صرّح بذلك ابن إسحاق في السّيرة بسنده عن وهب عن جابر (انظر: سيرة ابن هشام 3/206) ومن طريق ابن إسحاق: البيهقي في (الدّلائل 3/381) .
وكذا أورد الواقديّ في: (المغازي 1/399- 400) هذه القصّة ضمن سرده لوقائع الغزوة نفسها.
وقيل: في طريق: "تبوك" ...
ورد هذا في صحيح البخاريّ (كتاب: الشّروط، باب: إذا اشترط البائع ظهر الدّابة إلى مكان مسمّى جاز) 4/30 معلّقا بصيغة الجزم عن داود بن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن جابر..
ورجّح الحافظ في: (الفتح 5/378) القول الأول؛ لأنه من طريق: ابن إسحاق، والواقديّ صاحبي السّير والمغازي وهما أضبط لذلك من غيرهما، وأيّده بما ورد في رواية للطحاويّ أنّ ذلك وقع في رجوعهم من طريق مكّة إلى المدينة، وليست طريق تبوك ملاقية لطريق مكّة، بخلاف طريق ذات الرّقاع.
وبما ورد أيضا في بعض طرق الحديث من تزوّج جابر لامرأة ثيّب لتقوم بشؤون أخواته اللاّتي خلّفهنّ أبوه بعد استشهاده في أحد، وهذا مشعر بأن وقوع القصّة في ذات الرّقاع أظهر من وقوعها في تبوك؛ لأن ذات الرّقاع كانت بعد أحد بسنة واحدة على الصّحيح، وتبوك بعدها بسبع سنين. اهـ.
ووقع في: صحيح مسلم (كتاب: المساقاة، باب: بيع البعير، واستثناء ركوبه) 3/1222 أنّ ذلك وقع في رجوعهم من طريق مكّة إلى المدينة أيضا.
(¬2) أي: تباطأ في سيره. انظر: مختار الصّحاح للرّازي (مادّة: ب ط أ) ص/22 23.
(¬3) يقال: "أعيا السّيرُ البعيرَ، ونحوه: أكلّه". انظر: لسان العرب (حرف: حرف الواو والياء من المعتل، فصل: العين المهملة) 15/112.

الصفحة 498