كتاب المهروانيات (اسم الجزء: 2)

سُفيان (¬1) قَالَ: "لَمَّا ظَهَرَ (¬2) عَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الجَمَلِ (¬3) قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيما لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِي هَذِهِ الأَمَارَةِ بِشَيْءٍ، حَتَّى رَأَيْنَا مِنَ الرَّأْيِ أَنْ نَسْتَخْلِفَ أَبَا بَكْرٍ، فَأَقَامَ، وَاسْتَقَامَ [حَتَّى مَضَى لَسَبِيلِهِ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَأَى مِنَ الرَّأْيِ أَنْ يَسْتَخْلِفَ عُمَرَ، فَأَقَامَ، وَاسْتَقَامَ] (¬4) حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بَجِرَاْنِهِ (¬5) ، ثُمَّ إِنَّ
¬_________
(¬1) الثّقفي ... ترجم له البخاريّ في: (التّأريخ الكبير 6/334 ت/2565) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً.
وذكره ابن حبّان في: (الثّقات 5/172) .
وذكر الحافظ في: (التّهذيب 8/40) أنّ الحاكم صحّح حديثا من طريقه، وضعّفه أبو جعفر النحّاس من أجله.
وقال عنه في: (التّقريب ص/422 ت/5038) : "مقبول" اهـ.
ولعلّ الأقرب أن يقال: "مستور"، ويتوقّف في توثيق ابن حبّان له، وتصحيح الحاكم حديثا من طريقه؛ لاحتمال أن يكون ذلك تساهل منهما يرحمهما الله.
(¬2) أي: قوي، وانتصر. انظر: معجم المقاييس (كتاب: الظّاء، باب: الظّاء والهاء وما يثلّثهما) ص/642- 643، ولسان العرب (حرف: الرّاء، فصل: الظّاء) 4/523.
(¬3) هو اليوم الذي التقى فيه: طلحة، والزّبير، وعائشة رضي الله عنهم ومن معهم من جهة، وعليّ رضي الله عنه وعسكره من جهة أخرى، وكان ذلك في شهر: جمادى الآخرة، من سنة: ستّ وثلاثين، بالبصرة.
وسمّى بذلك نسبة إلى جمل عائشة رضي الله عنها الذي عقر يومئذ.
وحوادثه معروفة، انظرها مثلاً في: تأريخ خليفة (ص/180- 191) ، وتأريخ الرّسل والملوك للطّبريّ (4/444- 555) ، والعواصم لابن العربيّ (ص/109- 119) .
(¬4) لحق بحاشية: (أ) .
(¬5) الجِرَان في الأصل: باطن عنق البعير ... يقال: (وضع البعيرُ جرانَه) أي: باطن عنقه. والمراد هنا: قَرّ قراره، واستقام، كما أنّ البعير إذا برك واستراح مَدّ عنقه على الأرض. انظر: النّهاية (باب: الجيم مع الرّاء) 1/263، ولسان العرب (حرف: النّون، فصل: الجيم) 13/86.

الصفحة 514