كتاب المهروانيات (اسم الجزء: 3)

عَنِ الزُّهريّ عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَيْهِ مِغْفَرُ (¬1) حَدِيْدٍ".
قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "قَوْلُه: "حَدِيد" كلمةٌ غريبةٌ لَمْ يَذْكُرْهَا مالكٌ فِي الموطَّأ (¬2) ، وَقَدْ تَابَعَ زَيْدَ بْنُ الحُبَاب (¬3) عليها جماعةٌ منهم:
¬_________
(¬1) المغفر بكسر الميم، وسكون المعجمة، وفتح الفاء، بعدها راء: زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس، يلبس تحت القلنسوة.
وقيل: رفرف البيضة.
وقيل: حلق يتقنّع به المُتَسَلِّح.
ونقل ابن منظور عن ابن شميل: المغفر: حلق يجعلها الرجل أسفل البيضة، تسبغ على العنق، فتقيه. قال: وربما كان المغفر مثل القلنسوة غير أنها أوسع، يلقيها الرجل على رأسه فتبلغ الدرع، ثمّ يلبس البيضة فوقها، فذلك المغفر يُرخى على العاتقين، وربما جعل المغفر من ديباج، وخزّ، أسفل البيضة.
وإنما سمى المغفر لأنه يغفر الرأس (أي: يُلبسه، ويغطّيه) .
انظر: غريب الحديث لأبي عبيد (3/348) ، ولسان العرب (حرف: الرّاء المهملة، فصل: الغين) 5/26.
(¬2) انظر: رواية يحيى اللّيثيّ (1/423) رقم الحديث/247، ورواية أبي مصعب الزُّهريّ (1/556- 557) رقم الحديث/1447.
وانظر: التّمهيد لابن عبد البرّ (6/159) .
(¬3) أشار لرواية زيد: الحافظ في (الفتح 4/72) وذكر أنّ حديث زيد هذا رواه الدّارقطنيّ في الغرائب، والحاكم في الإكليل.
وتابع الحسنَ بن عليّ العامريّ في روايته عن زيد بن الحباب: موسى بن سعيد المسروقيّ ثقة، (كما في: التّقريب ص/552 ت/6987) ... أخرج روايته: أبو الشَّيخ في (أخلاق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) ص/125 عن عبد الرّحمن بن محمَّد بن حمّاد عنه به، بمثله هنا.

الصفحة 988