كتاب فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه

الصلاة والسلام- يقلبها بيده ويقول: "ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم، يرددها مراراً" 1.
وشهد رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم المواقع كلها، فلم يتخلف عن غزواته إلا بأمر منه في غزوة بدر.
فقد أمره بالبقاء في المدينة، لتمريض2 زوجه رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وضرب له بسهم في الغنيمة والأجر، فامتثل الأمر وبقي في المدينة يمرضها، فلما توفيت3وخرج لدفنها، جاء البشير بانتصار المسلمين في بدر، فلما عاد النبي صلى الله عليه وسلم زوجه بأختها أم كلثوم رضي الله عنها فلذلك كان يلقب بذي النورين4.
واستمر عثمان رضي الله عنه على ذلك طوال العهد النبوي، وكان عليه الصلاة والسلام يخبره ويخبر غيره من الصحابة رضوان الله عليهم المرة تلو الأخرى، بأن فتنة ستقع يكون فيها عثمان وأصحابه على الحق، ويشير عليهم باتباعه عند وقوعها.
__________
1 رواه أحمد، المسند (4/ 75) ، 5/ 63) ، والحاكم في المستدرك، وقال الذهبي في التلخيص: "صحيح" (3/ 102) ، ورواه الترمذي (تحفة الأحوذي 10/ 191-193) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 85) ، وحسنه عبد القادر حبيب السندي في كتابه مرويات غزوة تبوك (ص: 202، 203) .
2 ابن حجر، الإصابة (2/ 462) .
3 ذكر ابن حجر أن مرضها هو الحصبة (الإصابة: 4/ 305) .
4 ابن حجر، الإصابة (2/ 462) .

الصفحة 47