كتاب فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه

النبي صلى الله عليه وسلم بقتل عثمان رضي الله عنه في هذه الفتنة ثابت في كلتا القصتين، وتضيف رواية كعب بأنه وأصحابه على الحق في هذه الفتنة.
مما دفع كعباً إلى زيادة التحري من الشخص المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم فقام إلى هذا الرجل، وأخذ بضبعيه، فإذا هو عثمان بن عفان، فاستقبل به النبي صلى الله عليه وسلم وقال: هذا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هذا1.
وقد تأخرت وفاة كعب رضي الله عنه إلى ما بعد الخمسين من الهجرة، ولم يرد أنه حضر يوم الدار ليخبر بهذا الحديث الناس ليرجع المغرر به منهم، فلعله كان في الشام حيث إنَّ وفاته كانت فيها.
ويبدو أنَّ تحديث كعب للناس بهذا الحديث، لم يكن إلا بعد الفتنة بسنوات، نستشف ذلك من خلال رواته عنه، فقد رواه عنه كل من: محمد بن سيرين2 وعبد الله بن شقيق3 وأبو الأشعث الصنعاني4
ومحمد بن سيرين ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه، فإذا قدرنا سماعه منه وهو في الرابعة عشرة، فإنه يكون قد حدثه به بعد الفتنة باثنتي عشرة سنة.
__________
1 رواه أحمد، المسند (4/ 109) ، 235-236، 242) و5/ 33، 35) وفضائل الصحابة 1/ 448-450، والترمذي في السنن، تحفة الأحوذي (10/ 198-199) ، وابن ماجه، السنن (1/ 41) ، وفي صحيح سنن ابن ماجه (1/ 24) ، وابن الأثير، أسد الغابة (3/ 485-486) ، وصححه الألباني، انظر الملحق، الروايات رقم: [6-8] .
2 انظر الملحق الرواية رقم: [6] .
3 انظر الملحق الرواية رقم: [7] .
4 انظر الملحق الرواية رقم: [8] .

الصفحة 50