كتاب الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع
إليه الميت وقول القائل مع الجنازة استغفروا الله ونحوه بدعة عند الإمام أحمد وكرهه وحرمه أبو حفص (ويحرم) ويكره أن يتبعها مع منكر وهو عاجز عن إزالته.
وجملة القول أن السنة في اتباع الجنائز الصمت والتفكر والاعتبار وبهذا كان عمل الصحابة فمن بعدهم، وأن ابتاعهم سنة، ومخالفتهم بدعة، وقد قال الإمام مالك –رضي الله عنه-: " لن يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها".
الذكر المحرف: ومن بدعهم المحرمة أنهم خرجوا عن الذكر الشرعي إلى ذكر محرف يخالف الكتاب والسنة والإجماع على ما سيأتي بيانه، ويقولون وجدنا أشياخنا هكذا يذكرون بحضرة العلماء وهم ساكتون – فإن الذكر الذي لا يوافق قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (1) وقوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (2) وقوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله" (3) وغير ذلك من الآيات والأحاديث الصحيحة حرام بإجماع الأمة ومرود على فاعله (كيف لا) وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أصحاب البدع كلاب النار" (4) وعن عائشة –رضي الله عنها- قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (5) متفق عليه وفي رواية لمسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" (6) وهؤلاء قد أحدثوا في الدين ما ليس منه وتعبدوا بما لم يرد عن
__________
1- سورة محمد 19
2- سورة آل عمران 2.
3- سبق تخريجه
4- ضعفه الألباني في الضعيفة رقم 2792.
5- سبق تخريجه.
6- سبق تخريجه.
الصفحة 104
128