كتاب الذكر الجماعي بين الاتباع والابتداع
والتكبير ولكنهم فهموا منه خلاف ما أراد فأجابوه قولا بهذه الأصوات فلا حرج عليه. أما هم فقد أخطأوا في فهمهم ورفع أصواتهم وعليه أن ينصحهم ويرشدهم إلى ما أراد حتى لا يعودوا إلى مثل ذلك مرة أخرى. وإن كان قصده أن يجيبوه في الحال بالتهليل والتكبير مع رفع الأصوات بذلك فهو مخطئ مبتدع وهم مخطئون مبتدعون. لأن ذلك لم يعهد من النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه ولا من الخلفاء الراشدين في خطبهم ولا ممن كانوا يستمعون لهم إنما كان يسأل الخطيب بعض من في المسجد عن أمر يتعلق به كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم مع سليك لم دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس ولم يصل تحية المسجد فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيصلي ركعتين. وكما كان منه مع أعرابي اشتكى القحط وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله تعالى أن ينزل المطر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه فنزل الغيث واستمر حتى طلب منه في خطبة الجمعة التي بعدها أن يمسكه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعله حيث ينتفع به ولا يضر. وكما كان من عمر مع عثمان لم يبكر إلى الجمعة يوما قال عمر: أية ساعة هذه، فقال عثمان والله لم أزد على أن توضأت فقال عمر: والوضوء أيضا رضي الله عن الجميع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (1) ، وقال: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" (2)
ثانيا: الحديث الذي ذكرت رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن
__________
1- البخاري (2697) ومسلم (1718) .
2 - مسلم (1718) .
الصفحة 64
128