كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

يا سخي, ونحو ذلك, فالمراد بترك المأمور به: الاجتناب عن ذلك, وبأسمائه ما أطلقوه عليه تعالى وسمّوه به على زعمهم, لا أسماؤه تعالى حقيقة, وعلى ذلك يحمل ترك الإضمار, بأن يقال: يلحدون بها1.
وقال تعالى: {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} 2.
وهذه الآية في سورة الرعد.
عن قتادة وابن جريج ومقاتل أن الآية نزلت في مشركي مكة لما رأوا كتاب الصلح يوم الحديبية وقد كتب فيه علي رضي الله عنه: "بسم الله الرحمن الرحيم ", فقال سهل بن عمرو: ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة3.
ومنهم من قال: سمع أبو جهل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ألله يا رحمن" , فقال: إن محمدا ينهانا عن عبادة الآلهة وهو يدعوا إلهين, فنزلت4.
وعن بعضهم أنه لما قيل لكفار قريش: {اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ} , قالوا: {وَمَا الرَّحْمَنُ} , فنزلت5.
__________
1 روح المعاني (9/121)
2 الرعد: 30
3 ذكره الواحدي في أسباب النزول ص 273, وابن الجوزي في زاد المسير (4/329) , وابن كثير في تفسيره (2/515)
4 ذكر هذا الأثر البغوي في تفسيره (3/19) , وابن الجوزي في تفسيره (4/329)
5 ذكره البغوي في تفسيره (3/19) , والواحدي في أسباب النزول ص273, وابن الجوزي في زاد المسير (4/329) . ونسبوه لابن عباس.

الصفحة 108