كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

الثلاثون: نسبة النقائص إليه سبحاته كالولد والحاجة, فإن النصارى قالوا: {الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} 1 , وطائفة من العرب قالوا: الملائكة بنات الله, وقوم من الفلاسفة قالوا بتوليد العقول, وقوم من اليهود قالوا: العزيز ابن الله وغير ذلك.
وقد نزّه الله نفسه عن كل ذلك ونفاه:
بقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} 2
وبقوله: {أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} 3.
وقوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ. بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} 4.
وهو يعم جميع الأنواع التي تذكر في هذا الباب عن بعض الأمم, كما أن ما نفاه من اتخاذ الولد يعمّ ايضا جميع أنواع الاتخاذات, لا اصطفاؤه
__________
1 التوبة: 30
2 الإخلاص: 1-4
3 الصافات: 151-152
4 الأنعام: 100-101

الصفحة 111