كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

من أنه صاهر الجن, فولدت الملائكة, فقد نفاه عنه بامتناع الصاحبة, وبامتناع أن يكون منه جزء, فإنه صمد.
وقوله: {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} , وهذا لأن الولادة لا تكون إلا من أصلين, سواء في توالد الأعيان- وتسمى الجواهر- وتولّد الأعراض والصفات, بل لا يكون تولد الأعيان إلا بانفصال جزء من الوالد , فإذا امتنع أن تكون له صاحبة, امتنع أن يكون له ولد, وقد علموا كلهم أن لا صاحبة له, ولا من الملائكة, ولا من الجن, ولا من الإنس, فلم يقل أحد منهم: إن له صاحبة, فلهذا احتج بذلك عليهم, وما حكي عن بعض كفار العرب أنه صاهر الجن, فهذا فيه نظر, وذلك إن كان قد قيل, فهو مما يعلم انتفاؤه من وجوه كثيرة, وكذلك ما قالته النصارى من أن المسيح ابن الله, وما قاله طائفة من اليهود أن العزير ابن الله, فإنه قد نفاه سبحانه بهذا وهذا.
وتمام الكلام في هذا المقام في كتاب " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" , و" تفسير سورة الإخلاص" وغيرهما من كتب شيخ الإسلام تقي الدين-قدس الله روحه-.
__________
في المطبوع "الولد", وما ذكرته موافق لما ذكره شيخ الإسلام في تفسير سورة الإخلاص (17/272)
في المطبوع " بهذا".
(3/202-212)
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (17/268-276)

الصفحة 116