كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

الثالثة والثلاثون: الشِركة في الملك, كما تقوله المجوس.
والمجوس أمة تعظم الأنوار والنيران والماء والأرض, ويقرون بنبوة زرادشت, ولهم شرائع يصيرون إليها.
وهم فرق شتى:
منهم المزدكية أصحاب مزدك الموبَذ. والموبذ1-عندهم-: العالم القدوة, وهؤلاء يرون الاشتراك في النساء والمكاسب كما يشترك في الهواء والطرق وغيرها.
ومنهم الخُرّمية: أصحاب بابك الخرمي2, وهم شر طوائفهم,
__________
1 وهو رجل إباحي, ظهر زمان قباذ وادعى النبوة, ثم دعا الناس إلة الاشتراكية في كل شيء, وإلى الإباحية, لأنه زعم أن أكثر ما يقع بين الناس من البغضاء والمخالفة إنما سببه النساء والأموال وجعل الناس فيها شركاء, فأجابه قباذ ثم قتله أنو شروان.
انظر: تاريخ اليعقوبي (1/164) , تاريخ ابن جرير (2/92-93) , الفهرست للنديم ص: 406, الفصل (2/274) , الملل والنحل (1/249) , البدء والتاريخ (3/167-168) , تلبيس إبليس ص:88, الكامل في التاريخ (1/241-242) , اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص:89, المختصر في أخبار البشر (1/51) , تاريخ ابن خلدون (2/176) , أخبار الدول وآثار الأول للقرماني (3/152) .
2 بابك الخرمي: من مجوس فارس, ادعى الإسلام, وتسمى بالحسن والحسين= وخرج في بعض الجبال بناحية أذربيجان أيام المعتصم العباسي, وتآمر معه أحد أبناء ملته وهو الإفشين قائد جند المعتصم, وخافه الناس, واشتدت وطأته على المسلمين, وطالت أيامه, حتى تمكن المعتصم من أسره ثم صلبه.

الصفحة 120