كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

وأخرج ابن جرير وغيره عن مجاهد أنه قال: "إنكارهم إياها قولهم: ورثناها من آبائنا"1.
وأخرج هو وغيره أيضا عن عون بن عيد الله أنه قال: "إنكارهم إياها أن يقول الرجل: لولا فلا أصابني كذا وكذا, ولولا فلان لم أصب كذا وكذا"2.
وفي لفظ " إنكارهم: إضافتها إلى الأسباب".
وبعضهم يقول: إنكارهم: قولهم: هي بشفاعة آلهتهم عند الله تعالى3.
ومنهم من قال: النعمة هنا محمد صلى الله عليه وسلم4, أي: يعرفون أنه عليه الصلاة والسلام نبي بالمعجزات, ثم ينكرون ذلك, ويجحدونه عنادا.
{وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} , أي: منكرون بقلوبهم, غير المعترفين بما ذكر, والتعبير بالأكثر إما لأن بعضهم لم يعرف الحق, لنقصان عقله, وعدم اهتدائه إليه, أو لعدم نظره في الأدلة نظرا يؤدي إلى
__________
1 أخرجه ابن جرير في تفسيره بنحوه (14/158) , وذكره السيوطي في الدر المنثور (4/126) , وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
2 أخرجه ابن جرير في تفسيره بنحوه (14/158) , وذكره السيوطي في الدر المنثور (4/127) ,
3 هذا قول الكلبي, كما ذكر ذلك البغوي في معالم التنزيل (3/80) , وابن الجوزي في زاد المسير (4/479) , وقول الفراء كما في معاني القرآن (2/112) , وابن قتيبة كما في زاد المسير (4/479) .
4 هذا قول الفراء كما في معاني القرآن (2/112) , وقول ابن قتيبة كما في زاد المسير (4/479) , وعزاه ابن جرير في تفسيره (14/157) إلى السدي, وذكره السيوطي في الدر المنثور (4/127) وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.

الصفحة 138