كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

المطلوب, أو لأنه لم تقم عليه الحجة, لكونه لم يصل إلى حد المكلفين, لصغر أو نحوه, وإما لأنه يقام مقام الكل, فإسناد المعرفة والإنكار المتفرع عليها إلى ضمير المشركين على الإطلاق من باب إسناد حال البعض إلى الكل.
ومما يجري هذا المجرى قوله تعالى في سورة الواقعة: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ. وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} , أي: تقولون مطرنا بنء كذا وكذا.
روى مسلم وغيره عن ابن عباس, قال: "مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال عليه الصلاة والسلام: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر, قالوا هذه رحمة وضعها الله, وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا, فنزلت هذه الآية: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ....} حتى بلغ {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ".
إلى غير ذلك من الآثار.
وقد ذكرنا مذهب العرب في الأنواء في غير هذا الموضع , وفصلناه تفصيلا, وذكنا شعرهم الدال على مذهبهم هذا, والله الموفق
__________
الواقعة: 81-82.
الواقعة: 75-82
وذلك في كتاب " بلوغ الأرب".
وانظر أيضا كتاب " القول في النجوم" للخطيب البغدادي, وكتاب: الأنواء ومواسم العرب لابن قتيبة

الصفحة 139