كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

الأربعون: القدح في حكمته تعالى.
أقول: من خصال أهل الجاهلية: القدح في حكته تعالى, وأنه ليس بحكيم في خلقه, بمعنى أنه سبحانه يخلق ما لا حكمة له فيه, ويأمر وينهى بما لا حكمة فيه.
وقد حكى الله ذلك بقوله في سورة ص: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} 1.
وقال سبحانه في سورة المؤمنين: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ. فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} 2.
وفي سورة الدخان: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ. مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} 3.
وفي سورة الأنبياء: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ. لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} 4
__________
1 ص: 27.
2 المؤمنون: 115-116
3 الدخان: 38-39
4 الأنبياء: 16-17

الصفحة 144