كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

السابعة والأربعون: التكذيب بقوله تعالى: {لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ} من قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} .
والخلة: المودة والصداقة.
ومعنى: {وَلا شَفَاعَةٌ} , أي: لا أحد يشفع لأحد إلا من بعد أن يأذن الرحمن لمن يشاء ويرضى.
وأراد بذلك يوم القيامة.
والمراد من وصفه بما ذكر: الإشارة إلى أنه لا قدرة لأحد فيه على تحصيل ما ينتفع به بوجه من الوجوه, لأن من فيه ذمته مثلا إما أن يأخذ بالبيع ما يؤديه به, وإما أن يعينه أصدقاؤه, وإما أن يلتجيء إلى من يشفع له في حظه, والكل منتف ولا مستعان إلا بالله عزوجل.
__________
(1) البقرة: (254) .

الصفحة 157