كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً. سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} 1.
والسنة هي العادة, فهذه عادة الله المعلومة, فإذا نصر من ادعى النبوة وأتباعه على من خالفه, إما ظاهرا وإما باطنا نصرا مستقرا, فذلك دليل على أنه نبي صادق, إذ كانت سنة الله وعادته نصر المؤمنين بالأنبياء الصادقين على الكافرين والمنافقين, كما أن سنته تأييدهم بالآيات البينات, وهذه منها.
ومن ادعى النبوة وهو كاذب, فهو من أكفر الكفار وأظلم الظالمين:
قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} 2.
وقال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ} 3.
وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ} 4.
وقال تعالى: {فَمَنْ5 أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} 6.
ومن كان كذلك, كان الله يمقته ويبغضه ويعاقبه ولا يدوم
__________
1 الأحزاب: 60-62
2 الأنعام: 93
3 الزمر: 32
4 العنكبوت: 68
5 في المخطوط "ومن" وهو خطأ.
6 الأنعام: 144

الصفحة 168