كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

ونحن أميون لا نعلم فأينا أهدى طريقا وأقرب إلى الحق: نحن أم محمد؟ قال كعب: أعرضوا علي دينكم, فقال أبو سفيان: نحن ننحر للحجيج الكوماء , ونسقيهم اللبن, ونقري الضيف ونفك العاني ونصل الرحم ونعمر بيت ربنا ونطوف به ونحن أهل الحرم , ومحمد فارق دين آبائه, وقطع الرحم وديننا القديم ودين محمد الحديث, فقال كعب: أنتم والله أهدى سبيلا مما عليه محمد, فأنزل الله في ذلك الآية.
والجبت في الأصل: اسم صنم, استعمل في كل معبود لغير الله.
والطاغوت: يطلق على كل باطل من معبود أو غيره.
ومعنى الإيمان بهما: إما التصديق بأنهما آلهة, وإشراكهما بالعبادة مع الله تعالى, وإما طاعتهما وموافقتهما على ما هما عليه من الباطل, وإما القدر المشترك بين المعنيين كالتعظيم مثلا.
والمتبادر المعنى الأول, أي: أنهم يصدقون بألوهية هذين الباطلين, ويشركونهما في العبادة مع الإله الحق ويسجدون لهما.
__________
في المطبوع "أنحن"
الكوماء: ناقة عظيمة السنام, انظر: لسان العرب "كوم".
في المطبوع "الآيات" والحديث أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة (2/59) , وابن جرير في تفسيره (5/123) , والبيهقي في دلائل النبوة (3/193) والطبراني في المعجم الكبير (11/251.)

الصفحة 173