كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

الثانية والخمسون: التعصب للمذهب, والإقرار بالحق للتوصل إلى دفعه.
قال تعالى في سورة آل عمران: {وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} .
وقال الحسن والسدي: تواطأ اثنا عشر رجلا من أحبار يهود خيبر وقرى عرين, وقال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد, اكفروا آخر النهار, وقولوا: إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا, فوجدنا محمدا ليس بذاك, وظهر لنا كذبه وبطلان دينه, فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم, وقالوا: إنهم أهل كتاب وهم أعلم به فيرجعون عن دينهم إلى دينكم.
__________
في المخطوط "أو يحاجوكم به عند ربحكم" وهو خطأ.
آل عمران: 72-74
في المطبوع "السعدي"
أخرجه ابن جرير في تفسيره (3/311) , وابن أبي حاتم في تفسيره (2/337) .

الصفحة 176