كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

الثالثة والخمسون: تسمية اتباع الإسلام شركا.
قال تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللهِ وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ. وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} .
أخرج ابن إسحاق بسنده: حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم, ودعاهم إلى الإسلام, قالوا: أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم؟ فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس" أو ذاك تريد منا يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "معاذ الله أن نعبد غير الله, أو نأمر بعبادة غير الله, وما بذلك بعثني, ولا بذاك أمرني" , فأنزل الله تعالى هذه الآية.
__________
آل عمران: 79-80.
أخرجه ابن إسحاق في السيرة (مختصر ابن هشام 1/544) , وابن جرير في تفسيره (3/325) , وابن أبي حاتم في تقسيره (2/369-370) . والبهقي في دلائل النبوة (5/384) , وذكره السيوطي في الدر المنثور (2/46) وزاد نسبته إلى ابن منذر.

الصفحة 177