كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

الخامسة والخمسون: تلقيب أهل الهدى بالصائبة والحشوية.
فقد كان لأهل الجاهلية يلقبون من خرج عن دينهم بالصابيء, كما كانوا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم بذلك, كما ورد في عدة أحاديث من صحيح البخاري1 ومسلم2 وغيرهما, تنفيرا للناس عن اتباع سبيلهم.
وهكذا تجد كثيرا من هذه الأمة يطلقون على من خالفهم في بدعهم وأهوائهم أسماء مكروهة للناس.
والصابئة أمة قديمة على مذاهب مختلفة, قد تكلم عليها أهل المقالات بما لا مزيد عليه3.
وأما الحشوية, فهم قوم كانوا يقولون بجواز ورود ما لا معنى له في الكتاب والسنة, كالحروف في أوائل السور وكذا قال بعضهم, وهم الذين
__________
1 انظر "صحيح البخاري" –كتاب المناقب-باب قصة زمزم- (4/158-159) ، وكتاب مناقب الأنصار-باب إسلام عمر- (4/224) .
2 انظر "صحيح مسلم" –كتاب فضائل الصحابة-باب فضائل أبي ذر- (4/1919-1922) ح2473.
3انظر في شأنها: "التبصير في الدين" (ص150) ، "الملل والنحل" للشهرستاني (2/9-58) ، "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" (ص90) ، "الرد على المنطقيين" لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص454-456) ، "البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان" (ص92-94) ، كتب التفاسير عند تفسير الآية (62) من سورة البقرة.

الصفحة 180