كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " نهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم"1.
فهذه بعض الأدلة على النهي عن مشابهة أهل الجاهلية بصيغته.
ثالثا: بيان سوء عاقبة من اتبع أهل الجاهلية:
لقد جاءت الأدلة صريحة في بيان العاقبة المخزية التي أعدها الله تعالى لمن خالف أمره, وتشبه بأعدائه, مما يدل على شناعة الفعل وقبحه, ومن هذه الأدلة:
قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} 2
وقوله تعالى: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ} 3.
ففي هاتين الآيتين تهديد ووعيد شديد للأمة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى بعدما علموا من القرآن والسنة, والخطاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمراد أمته4, ووصف –تعالى- التابعين بأنهم ظالمون , {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} 5.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " ومتابعتهم فيما
__________
1 تفسير ابن كثير (1/148)
2 البقرة:120
3 البقرة: 145
4 انظر تفسير ابن كثير (1/163)
5 الانسان: 31

الصفحة 42