كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

الثانية: أنهم متفرقون, ويرون السمع والطاعة مهانة ورذالة, فأمرهم الله بالاجتماع, ونهاهم عن التفرقة:
فقال عز ذكره: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} 1
يقال: أراد سبحانه بما ذكر ما كان بين الأوس2 والخزرج3 من الحروب التي تطاولت مائة وعشرين سنة, إلى أن ألف سبحانه بينهم بالإسلام, فزالت الأحقادز قاله ابن إسحاق4.
__________
1 آل عمران:102-103
2 هم بنو الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن مزيقيا, إحدى قبائل الأنصار, وكان لهم مع الخزرج ملك يثرب, فلما جاء الإسلام, كانوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنصارا.
انظر "النسب" لأبي عبيد ص270-277, "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص232-346, " نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب" ص95.
3 هم بنو الخزرج أخي الأوس بن حارثة, وكانوا في يثرب كالأوس قبل الإسلام وبعده.
انظر "النسب" ص 277-287, "جمهرة أنساب العرب" ص 346-366 , "نهاية الارب" ص60
4 أخرجه ابن جرير في تفسيره (4/33) .

الصفحة 57