كتاب فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية ت يوسف السعيد

الثالثة:أن مخالفة ولي الأمر, وعدم الانقياد له –عندهم- فضيلة, وبعضهم يجعله دينا, فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك, وامرهم بالصبر على جور الولاة والسمع والطاعة والنصيحة لهم, وغلظ في ذلك, وأبدى وأعاد.
وهذه الثلاث هي التي ورد فيها ما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: " يرضى لكم ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا, وأن تعتصموا بحبل الله جميعا, وأن تناصحوا من ولاّه الله أمركم"1.
وروى البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كره من أميره شيئا, فليصبر, فإنه من خرج من السلطان شبرا, مات ميتة جاهلية"2
وروى أيضا عن جنادة بن أبي أمية, قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض, فقلنا: أصلحك الله, حدّث بحديث ينفعك الله به سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
1 أخرجه مسلم في صحيحه –كتاب الأقضية- باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة ... (3/1340) ح 1715.
2 أخرجه البخاري في صحيحه –كتاب الفتن- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سترون بعدي أمورا تنكرونها" (8/87) , ومسلم في صحيحه –كتاب الإمارة- باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين بعد ظهور الفتن وفي كل حال, وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة- (3/1477) ح1849.

الصفحة 59