كتاب باهر البرهان فى معانى مشكلات القرآن (اسم الجزء: 1)
وقيل: إن [هبط هنا] متعد ومعناه لما يهبط غيره [من طاعة الله]، أي: إذ رآه [الإنسان] خشع لطاعة الله، فحذف المفعول تخفيفا لدلالة [المكان] عليه. وقد جاء هبط متعديا كما جاء لازماً قال:
82 - ما راعني إلا جناح هابطا ... على البيوت قوطه العلابطا
فأعلمه في القوط، وأما من قال: إن يهبط لازم، فتأويل هبوط الحجارة من خشية الله -مع أنه جماد لا يعرف الخشية- ما قاله المبرد: إن الذي فيها من الهبوط والهوى لاسيما عند الرجفة العظيمة [والزلزلة] الهائلة، وانقياد لأمر الله الذي لو كان مثله من حي قادر لدل على أنه خاش لله، كما قال جرير:
83 - لما أتى خبر الزبير تهدمت ... سور المدينة والجبال الخشع